العملات الرقمية

“بيتكوين” تنزل من أعلى مستوى في تاريخها إلى 69 ألف دولار

يتوقع عدد كبير من المتداولين زيادة كبيرة في سعر “بيتكوين” بعد الانتخابات الأميركية المقبلة. ويتجلى هذا الترقب من خلال الطلب القوي على خيارات الاتصال عند مستويات تراوح ما بين 70 و80 ألف دولار، مما يعكس التفاؤل المتزايد في شأن زيادة تقلبات السوق. وتتيح خيارات الاتصال للمتداولين شراء عملة “بيتكوين” بسعر محدد مسبقاً في تاريخ مستقبلي. ويشير الطلب المتزايد على هذه الخيارات عند مستويات عالية إلى أن المتداولين يتوقعون ارتفاع سعر “بيتكوين” بصورة كبيرة بعد الانتخابات.

ويعود هذا الترقب إلى ثلاثة عوامل رئيسة، أهمها عدم اليقين السياسي، إذ تخلق الانتخابات الأميركية حالة من عدم اليقين يمكن أن تؤثر في الأسواق المالية، بما في ذلك سوق العملات المشفرة. وفي المقابل قد يكون لنتائج الانتخابات آثار على تنظيم العملات المشفرة، مما قد يؤثر في ثقة المستثمرين.

السبب الثاني يتمثل في معنويات السوق، إذ تلعب المعنويات العامة للمستثمرين أيضاً دوراً حاسماً في تقلبات “بيتكوين”. زيادة التفاؤل، كما يتضح من الطلب على خيارات الاتصال، يمكن أن يؤدي إلى تحركات كبيرة في الأسعار. أما السبب الثالث فيتمثل في التنظيم والسياسة النقدية. فالسياسات النقدية والقرارات التنظيمية التي اتخذتها الحكومة الأميركية بعد الانتخابات قد تؤثر أيضاً في سوق الكريبتو. على سبيل المثال، من الممكن أن تعمل السياسات الداعمة للعملات المشفرة على تحفيز الطلب وزيادة التقلبات.

ماذا ينتظر المستثمرين في “بيتكوين”؟

بالنسبة إلى المستثمرين يمكن أن توفر هذه الفترة من التقلبات المتزايدة فرصاً ولكن أيضاً العديد من الأخطار. يمكن لأولئك الذين يتوقعون ارتفاعاً في سعر “بيتكوين” الاستفادة من الطلب على خيارات الاتصال. ومع ذلك، فمن الضروري أن تظل يقظاً في شأن التقلبات المحتملة في السوق وإدارة الأخطار بصورة مناسبة.

باختصار يعكس الطلب القوي على خيارات اتصال بيتكوين بمستويات تراوح ما بين 70 ألف دولار و80 ألف دولار بعد الانتخابات الأميركية تفاؤلاً متزايداً وتوقعاً لزيادة التقلبات. ويحتاج المستثمرون إلى أن يكونوا على دراية بالعوامل التي تؤثر في تقلبات “بيتكوين” والاستعداد وفقاً لذلك للتنقل في هذه السوق الديناميكية.

في الوقت نفسه، فقد تراكمت صناديق “بيتكوين” المتداولة في البورصة والمدرجة في الولايات المتحدة لتصل إلى نصف ما تحتفظ به صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب في وقت قياسي. ومنذ إطلاقها في يناير (كانون الثاني) الماضي اجتذبت صناديق “بيتكوين” المتداولة تدفقات كبيرة، بلغ إجمالها 23.89 مليار دولار و70 مليار دولار من إجمال صافي الأصول، وفقاً لبيانات من “سوسوفاليو”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبالمقارنة، يبلغ إجمال صافي أصول صناديق الذهب المتداولة المدرجة في الولايات المتحدة 137.3 مليار دولار، وفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن مجلس الذهب العالمي. وهذا يعني أنه في غضون 10 أشهر فحسب، جمعت صناديق الاستثمار المتداولة لـ”بيتكوين” أكثر من 50 في للمئة من الأصول التي تحتفظ بها صناديق الاستثمار المتداولة للذهب، والتي كانت موجودة منذ عقدين من الزمن.

وخلال الفترة الماضية شهدت سوق العملات الرقمية ارتفاعات كبيرة متأثرة بالدعم القوي من المرشح الأميركي دونالد ترمب. وتمكنت “بيتكوين” من اختراق مستويات قياسية جديدة عندما لامست مستوى 74 ألف دولار خلال منتصف تعاملات الأسبوع. لكن بفعل عمليات جني الأرباح تحولت السوق إلى الخسائر خلال التعاملات الأخيرة ليجري تداول “بيتكوين” عند مستوى 69 ألف دولار.

بيتكوين” تتجاوز مكاسب الذهب في 2024

ويعكس الاعتماد السريع لصناديق الاستثمار المتداولة في “بيتكوين” تسارع الاهتمام السائد بالأصول الرقمية، وفقاً للبعض، إذ تراوح التدفقات اليومية الأخيرة بين 192 مليون دولار و893 مليون دولار. في مذكرة بحثية حديثة، قال كبير مسؤولي الاستثمار في شركة “ميركل ترى كابيتال” لإدارة صناديق العملات المشفرة ريان ماكميلين “ليس هناك شك في أن صناديق ’بيتكوين‘ المتداولة في البورصة قد لقيت استحساناً، مما أدى إلى تحطيم جميع سجلات التدفقات الواردة”.

وبالمقارنة، فإن صناديق الاستثمار المتداولة للذهب، التي ظهرت للمرة الأولى في عام 2004، تمثل منذ فترة طويلة وسيلة تحوط مستقرة ضد تقلبات السوق والتضخم. وأضاف ماكميلين “من الصعب مقارنة التدفقات المطلقة، لأن 20 عاماً بين عمليات الإطلاق تتضمن كثيراً من التضخم”.

وغالباً ما تتم مقارنة الأصول لدورها كـ”ملاذات آمنة”، مع تقدير الذهب لاستقراره التاريخي وينظر إلى “بيتكوين” بصورة متزايدة على أنها نظير رقمي بسبب محدودية العرض والاستقلال عن الأنظمة المالية التقليدية. وفي تقرير حديث، وصف مدير “غلوبال ماكرو” في شركة “فيدليتي إنفستمنتس”، جوريان تيمر، عملة “بيتكوين” بأنها “ذهب هائل”، مما يسلط الضوء على منحنى اعتمادها السريع وندرتها المتأصلة.

وتشير وجهة نظره إلى أن عرض قيمة “بيتكوين” يمتد إلى ما هو أبعد من “الذهب الرقمي” التقليدي، وبدلاً من ذلك يؤكد إمكاناته كمخزن للقيمة مدفوعاً بنمو الشبكة والعرض المحدود.

ومهما كان الأمر، فقد برزت عملة “بيتكوين” باعتبارها الأصول الأفضل أداء لعام 2024، إذ ارتفعت بنسبة 65 في المئة منذ بداية العام وحتى الآن. أظهر الذهب أيضاً أداءً قوياً، إذ ارتفعت الأسعار بنسبة 16 في المئة إلى 2746.09 دولار للأونصة.

وعلى رغم انخفاض أكبر الأصول في العالم بأكثر من أربعة في المئة خلال تعاملات جلسة الخميس، لا يزال ماكميلين يرى أن عملة “بيتكوين” تنهي العام بقوة. وقال “لقد شهدنا بعض عمليات البيع، التي قد تكون صناديق أكبر تعيد وزن محافظها الاستثمارية لتحقيق بعض المكاسب، أو من المحتمل جداً أن يكون هناك القليل من التقلبات مع اقترابنا من الانتخابات الأميركية… لا أتوقع أن نتراجع كثيراً هنا على رغم عدم وجود أي محفزات كبيرة أو جدية في الوقت الحالي”.



المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى